ألفاظ لأهل العصر في ذكر القرآن
القرآن حبل اللَّه الممدود، وعَهده المعهود، وظلُه العميم، وصرَاطه المستقيم، وحجَّتُه الكبرى، ومحجّته الوسطَى، وهو الواضح سبيلُه، الراشدُ دليلُه، الذي سَنِ استضاءَ بمصابيحه أبْصَر ونَجَا، ومَنْ أعرض عنه ضَلَّ وهَوَى؛ فضائل القرآن لا تُسْتقصى في ألفِ قرن، حجّة اللّه وعهْده، ووعيدُه ووعده، به يعلمُ الجاهلُ، ويعملُ العامِلُ، ويتنبَّه الساهي، ويتذكَّر اللاهي، بَشِيرُ الثواب، ونَذِيرُ العقابِ، وشفاءُ الصدور، وجَلاءُ الأمورِ؛ من فضائله أنه يُقْرَأُ دائماً، ويُكتَبُ، ويُمْلَى، ولا يَملّ. ما أهْون الدنيا على مَنْ جعل القرآن إمامه، وتصوَّر الموتَ أمامه، طوبى لمن جعل القرآن مصباح قلبه، ومفتاح لُبِّه. من حقّ القرآن حِفْظُ ترتيبه، وحسْنُ ترتيله.
قال بعض الحكماء: الحكمة مُوقِظَةٌ للقلوب من سِنَة الغفْلة، وَمُنْقذَة للبصائر من سَكْرَةِ الْحَيْرَة، ومُحْيِيَة لها من مَوْتِ الجهالة، ومُسْتَخْرِجة لها من ضيقِ الضَلالَة؛ والعلمُ دواء للقلوب العليلة، ومِشْحَذٌ للأذهان الكليلة، ونورٌ في الظلمة، وأُنْسٌ في الوَحْشَةِ، وصاحبٌ في الوَحْدَة، وسَمِيرٌ في الْخَلْوةِ، ووصْلَةٌ في المجلس، ومادَّةٌ للعقل وتَلْقيحٌ للفهم، ونَافٍ للعِيّ المُزْرِي بأهْلِ الأحْسَابِ، المقصِّرِ بذوي الألباب؛ أنطق اللّه سبحانه أهله بالبيان الذي جعله صفةً لكلامه في تنزيله، وأيدَ به رُسُلهُ إيضاحاً للمشكلات، وفصْلاً بين الشبهات: شَرَّفَ به الوضيعَ، وأعزَّ به الذليلَ، وسوَّدَ به المَسُود، من تحلَى بغيره فهو معطَّلُ، ومن تَعَطَّل منه فهو مغفّل، لا تُبْلِيه الأيام، ولا تَخْتَرِمُه الدهور، يتجدَدُ على الابتذال، ويَزْكُو على الإنفاق؛ للّه على ما منَّ به على عبادِه الحمدُ والشُّكْرُ
من كتاب زهر الاداب وثمر الالباب
جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير