شريعة اليونان : يحدثنا التأريخ عنهم أن المرأة كانت من الناحية الاجتماعية
محرومة من الثقافة، لا تغادر البيت محتقرة حتى أسموها رجسا من عمل الشيطان .
أما على صعيد القانون ، فكانت كسقط المتاع، هذه مكانتها في أثينا وسائر مدن
اليونان. وأما في اسبارطة فقد منحوها شيئاً من المزايا وما كان ذلك حباً بها،
وانما حصيلة الوضع الحربي الذي ساد المدينة، ومع هذا كان أرسطو يشجب على أهل
اسبارطة ويعزو سقوطها إلى هذه الحرية والحقوق . المرأة بين الفقه ، الدكتور
مصطفى السباعي مستوحات بتصرف
شريعة الرومان : فقد كانت البنت تظل خاضعة لرب الأسرة ما دام حياً، وكان رب
الأسرة مالكاً لكل أموالها، فليس فيها حق التملك، وانما هن أدوات يستخدمهن في
زيادة أمواله، وكان يقوم بتزويج الابناء والبنات دون ارادتهم .
أما الاهلية المالية فلم يكن للبنت حق التملك، وإذا كسبت مالا أضيف إلى أموال
رب الأسرة، ولا يؤثر في ذلك بلوغها ولا زواجها، ومن الطرافة بمكان أن فقهاء
الرومان يعللون فرض الحجر على النساء (لطيش عقولهن).
شريعة حمورابي : فانها كانت تعتبر المرأة في عداد الماشية المملوكة ، حتى أن
من قتل بنتا لرجل كان عليه ان يسلم ابنته لقتلها أو يتملكها.
المرأة في شريعة اليهود : ورد في توراة اليهود : (فوجدت ان المرأة التي هي
أشراك وشباك ويداها قيود، هي أمر من الموت ومن يرض الله يهرب منها، أما
الخاطئ فيقع في أشراكها). سفر الجامعة / الاصحاح السابع - الفقرة رقم 26
(والزواج في اليهودية صفقة شراء، تعد المرأة به مملوكة تشترى من أبيها، فيكون
زوجها سيدها المطلق). غوستاف لوبون: اليهود في الحضارات الأولى، ص52
ويقول بابايترا : (ما أسعد من رزقه الله ذكورا وما أسوأ حظ من يُرزق الاناث،
نعم لا ينكر لزوم الاناث للتناسل، إلا ان الذرية كالتجارة سواء بسواء فالجلد
والعطر كلاهما لازم للناس، إلا أن النفس تميل إلى رائحة العطر الزكية وتكره[b][size=25]رائحة الجلد الخبيثة، فهل يقاس الجلد بالعطر) . محمد صبري / المقارنات
والمقابلات ، ص 387
والمرأة المتزوجة كالقاصر والصبي والمجنون لا يجوز لها البيع ولا الشراء).
مال المرأة وما حصلت عليه وكسبته بسعي أو عمل، وما حصلت عليه بهدية أو هبة
ونحو ذلك ملك صرف لزوجها يتصرف فيه كيف شاء بدون معارض ولا منازع ، وان
المرأة لا ترث زوجها).احمد شبلي اليهودية، ص301ـ 302
_________________________________________________
فهذه جملة من أحوال المرأة في المجتمع الإنساني من أدواره المختلفة قبل
الإسلام وزمن ظهوره آثرنا فيها الاختصار التام ويستنتج من جميع ذلك أمور :
أولا : أن أصحاب الآراء المذكورة انفاً كانوا يرونها انساناً في أفق الحيوان
العجم، أو إنساناً ضعيف الإنسانية منحطاً لا يؤمن شره وفساد،ه لو أطلق من قيد
التبعية واكتسب الحرية في حياته، والنظر الأول أنسب لسيرة الأمم الوحشية
والثاني لغيرهم .
ثانيا : أنهم كانوا يرون في وزنها الإجتماعي ، أنها خارجة من هيكل المجتمع
المركب غير داخلة فيه ، وإنما هي من شرائطه التي لا غناء عنها كالمسكن الذي
لا غناء عن الالتجاء إليه، أو أنها كالأسير المسترق الذي هو من توابع المجتمع
الغالب، ينتفع من عمله ولا يؤمن كيده على اختلاف المسلكين .
ثالثا : أنهم كانوا يرون في عامة الحقوق التي أمكن انتفاعها منها، إلا بمقدار
يرجع انتفاعها إلى انتفاع الرجال القيّمين بأمرها .
رابعا : ان أساس معاملاتهم معها فيما عاملوا هو غلبة القوي على الضعيف،
وبعبارة أخرى: قريحة الاستخدام، هذا في الأمم غير المتمدنة. وأما الأمم
المتمدنة فيضاف عندهم إلى ذلك ما كانوا يعتقدونه في أمرها: انها انسان ضعيف
الخلقة لا تقدر على الإستقلال بأمرها ولا يؤمن شرها، وربما اختلط الأمر
اختلاطا باختلاف الأمم والأجيال.
فهي قبل الإسلام شبه رقيقة ان لم تكن رقيقة بالفعل ، لم يكن لها حق يُعترف به