قصيدة الإمام الهادي (ع) التي ألقاها على المتوكل العباسي
وهي تحاكي فعلا ما حدث ويحدث للطغات
باتوا على قللِ الأجبـال تحرسُهـم
غُلْبُ الرجالِ فمـا أغنتهـمُ القُلـلُ
و استنزلوا بعد عزّ مـن معاقلهـم
و أودعوا حفراً يا بئس مـا نزلـوا
ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا قبـروا
أين الأسرة و التيجـانُ و الحلـلُ؟
أين الوجوه التـي كانـتْ منعمـةً
من دونها تُضربُ الأستارُ و الكللُ؟
فأفصح القبـرُ حيـن ساءلـهـم
تلك الوجوه عليهـا الـدودُ يقتتـلُ
قد طالما أكلوا دهراً و ما شربـوا
فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم
ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا
فخلّفوها على الأعـداء و انتقلـوا
أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـةً
و ساكنوها الى الأجداث قد رحلوا
سـل الخليفـةَ إذ وافـت منيتـهُ
أين الحماة و أين الخيلُ و الخـولُ
أين الرماةُ أمـا تُحمـى بأسهمِهـمْ
لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ تنتقـلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا
أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ
هيهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعـوا
عنك المنية إن وافى بهـا الأجـلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش متصـلاً
من روحه بحبالِ المـوتِ تتصـلُ
جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير