بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الاطهار وصحبه الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لا يذهب الشيطان مع الإستعاذة يقول بعض الناس: إننا نستعيذ بالله و مع ذلك فإننا نحس بالشيطان يوسوس لنا و يحرضنا على الشر و يشغلنا في صلاتنا.
و الجواب أن الإستعاذة كالسيف في يد المقاتل فإن كانت يده قوية أصاب من عدوه مقتلا و وإلا فإنه قد لا يؤثر فيه و لو كان السيف صقلا حديدا .
و كذلك الاستعاذة إذا كانت من تقي ورع كانت نارا تحرق الشيطان و إذا كانت من مخلط ضعيف الإيمان فلا تؤثر في العدو تأثيرا قويا.
و قال أبو الفرج ابن الخوزي رحمه الله: و اعلم أن مثل إبليس مع المتقي و المخلط كرجل جالس بين يديه طعام و لحم فمر به كلب فقال اخسأ فذهب. فمر بآخر بين يديه طعام و لحم فكلما أخسأه (طرده) لم يبرح . فالأول مثل المتقي يمر به الشيطان فيكفيه طرده الذكر و الثاني مثل المخلط لا يفارقه الشيطان لمكان تخليطه نعوذ بالله من الشيطان .
فعلى المسلم الذي يريد النجاة من الشيطان و أحابيله أن يشتغل بتقوية إيمانه و الاحتماء بالله ربه و الالتجاء إليه و لا حول و لا قوة إلا بالله .
الإشتغال بذكر الله ذكر الله من أعظم ما ينجي العبد من الشيطان و في الحديث أن الله أمر نبي الله يحيى أن يأمر بني إسرائيل بخمس خصال و من هذه: ( و آمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى إلى حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان بذكر الله ).
و يقول ابن القيم: فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقيا بالعبد أن لا يفتر لسانه من الذكر و لا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه و افترسه و إذا ذكر الله تعالى انخنس عدو الله و تصاغر، و انقمع، حتى يكون كالوصع ( طائر أصغر من العصفور ) و كالذباب و لهذا سمي ( الوسواس الخناس ) لأنه يوسوس في صدور الناس فإذا ذكر الله خنس أي كف و انقبض و قال ابن عباس الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا سها و غفل وسوس فإذا ذكر الله خنس .
و يقول ابن القيم الشياطين قد احتوشت العبد و هم أعداؤه، فما ظنك برجل قد احتوشه أعداؤه المحنقون عليه غيظا و أحاطوا به و كل منهم يناله بما يقدر عليه من الشر و الأذى و لا سبيل إلى تفريق جمعهم عنه إلا بذكر الله عز وجل .
و صح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من قال لا إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، و كتبت له مائة حسنة، و محيت عنه مائة سيئة، و كانت له حرز من الشيطان في يومه ذلك، حتى يمسي ). متفق عليه.
و قال أبو خلاد المصري: من دخل في الإسلام، دخل في حصن، و من دخل في المسجد، فدخل في حصنين، و من جلس في حلقة يذكر الله عز وجل فيها، فقد دخل في ثلاثة حصون.
و في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:( لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال : بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان و جنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لا يضره شيطان أبدا ).
و قد ثبت في " الصحيح " أن الشيطان يهرب من الأذان.
لزوم جماعة المسلمين : و مما يبعد المسلم عن الوقوع في أحابيل الشيطان أن يعيش في ديار الإسلام و يختار لنفسه الفئة الصالحة التي تعينه على الحق و تحضه عليه و تذكره بالخيرات، فإن في الإتحاد و التجمع قوة و أي قوة عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فكان مما قال : ( عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة، فإن الشيطان مع الواحد و هو من الإثنين أبعد ..).
و الجماعة جماعة المسلمين و إمام المسلمين و لا قيمة للجماعة في الإسلام ما لم تلتزم بالحق الكتاب و السنة فعن أبي الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( ما من ثلاثة في قرية و لا بدو و لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية ).
و روى أبو داود في سننه من حديث معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال ألا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فينا فقال :( ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين و سبعين مله و إن هذه الملة ستفترق على ثلاث و سبعين، ثنتان و سبعون في النار، و واحدة في الجنة، و هي الجماعة ).
كشف مخططات الشيطان و مصائده على المسلم أن يتعرف على سبله و وسائله في الإضلال و يكشف ذلك للناس و قد فعل ذلك القرآن و قام بهذه المهمة الرسول صلى الله عليه و سلم خير قيام فالقرآن عرفنا الأسلوب الذي أغوى الشيطان به آدم و الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعرف الصحابة كيف يسترق الشيطان السمع و يلقي بالكلمة التي سمع في أذن الكاهن أو الساحر و معها مائة كذبة و بين ذلك لهم كي لا ينخدعوا بأمثال هؤلاء و بين لهم كيف يوسوس لهم و يشغلهم في صلاتهم و عبادتهم و كيف يحاول الشيطان أن يوهمهم بأن وضوءهم قد فسد و الأمر ليس كذلك و كيف يفرق بين المرء و زوجه و كيف يوسوس للمرء فيقول له: من خلق كذا؟ و من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك ليحثه على الكفر وليفتح للنفس طريقا للإلحاد فهو يأتي من حيث ضعف المعلومات وقصور التفكير البشري فالإنسان لا يعرف الا ما علمه الله وكما اغوى آدم بالنصح فأنه يغوى ذريته بمحاولات اكتشاف الأمور الغيبية التي لا يمكن للبشر ادراكها بعقولهم الضعيفة وقد اغوى بذلك الكثير من الملاحدة الذين يتخبطون في كل يوم بنظرياتهم ومقاييسهم القاصرة فيقرون يوم بوجود الخالق سبحانه وينكرون يوم والعيذا بالله من همزات الشياطين.
مخالفة الشيطان يأتي الشيطان في صورة ناصح حريص على الإنسان كما سبق فعلى المرء أن يخالف ما يأمر به و يقول له: لو كنت ناصحا أحد لنصحت نفسك، فقد أوقعت نفسك في النار و جلبت لها غضب الجبار فكيف ينصح غيره من لا ينصح نفسه.
يقول الحارث بن قيس : إذا أتاك الشيطان و أنت تصلي فقال: إنك ترائي فزدها طولا .
و إذا علمنا أن أمرا ما يحبه الشيطان و يتصف به فعلينا أن نخالفه فمثلا الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله و يأخذ بشماله لذا وجبت مخالفته. و روى أبو هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :( ليأكل أحدكم بيمينه، و ليشرب بيمينه، و ليأخذ بيمينه، و ليعط بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، و يشرب بشماله، و يعطي بشماله، و يأخذ بشماله).
و الشيطان يشاركنا في الشرب إذا شربنا و نحن وقوف و لذا أرشدنا الرسول صلى الله عليه و سلم إلى الشرب و نحن جلوس .
و رغبنا الرسول صلى الله عليه و سلم في القيلولة معللا بأن الشياطين لا تقيل (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل). رواه أبو نعيم في الطب بإسناد حسن.
و حذرنا القرآن من الإسراف والتكبر و قد عد المبذرين إخوان الشياطين .
و من الإسراف الإكثار من الأثاث و الفراش الذي لا لزوم له، و روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر الفرش فقال: ( فراش للرجل، و فراش لامرأته و فراش للضيف، و الرابع للشيطان)
العجلة من الشيطان : العجلة دون تدبر ودراسة وفهم تقودنا دائما الى الوقوع في الخطأ والى النتائج السلبية دائما فعلينا أن نخالف الشيطان في ذلك و نتبع ما يرضي الرحمن و لذلك قال الرسول صلى الله عليه و سلم لأشج عبد القيس ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم و الأناة ).
التوبة و الاستغفار و مما يواجه به العبد كيد الشيطان أن يسارع بالتوبة و الأوبة إلي الله إذا أغواه الشيطان، و هذا دأب عباد الله الصالحين، قال تعالى( إن الذين اتقوا الله إذا مستهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) الأعراف 201.
و قد أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن الشيطان قال لرب العزة :( و عزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك مادامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب: و عزتي و جلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني ). رواه أحمد في مسنده، و الحاكم في مستدركه .
هذه حال عباد الله : الرجوع من قريب، و التوبة و الإنابة إلى الله و لهم في ذلك أسوة أبيهم آدم، فإنه لما أكل من الشجرة، تلقى من ربه كلمات فتاب عليه، و توجه آدم و زوجه إلى الله قائلين :( ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا و ترحمنا لنكونن من الخاسرين ) الأعراف 23.
و أما أولياء الشيطان فقد قال الله فيهم : ( وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ) الأعراف 202.
و المراد بإخوانهم هنا : إخوان الشياطين من الإنس كقوله :( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ) الإسراء 27. و هم لأتباعهم و المستمعون لهم، القابلون لأوامرهم، و يمدونهم في الغي: أي بالتزيين و التحسين للذنوب و المعاصي، بلا كلل و لا ملل. كقوله ( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ) مريم 83.
اللبس و الغموض الذي يدخله الشيطان لا تقف مواقف الشبهة و إذا حدث ذلك فوضح للناس حالك حتى لا تدع للشيطان فرصة الوسوسة في صدور المسلمين و لك أسوة في رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا.
و مما أرشدنا الله إليه القول الحسن مع الآخرين حتى لا يدخل الشيطان بيننا و بين إخواننا فيوقع العداوة بيننا و البغضاء قال تعالى:( و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) الإسراء 53 .
و هذا أمر تساهل فيه الناس، فتراهم يقولون الكلام الموهم الذي يحتمل وجوها عدة بعضها سيء، و قد يرمي أحدهم أخاه بألفاظ يكرهها، و يناديه بألقاب يمقتها، فيكون ذلك مدخلا للشيطان، فيفرق بينهما، و يحل العداء محل الوفاق و الألفة.
النفس البشرية و يقول ابن القيم ما ملخصه : اختار الله الإنسان من بين خلقه فكرمه و اصطفاه و جعله محلا للإيمان و التوحيد و الإخلاص و المحبة و الرجاء و ابتلاه بالشهوة و الغضب و الغفلة و ابتلاه بعدوه إبليس لا يفتر عنه .
ثم يقول ابن القيم ما نصه : فهو ( أي الشيطان ) يدخل عليه من الأبواب التي هي من نفسه و طبعه فتميل نفسه معه لأنه يدخل عليها بما تحب فيتفق هو ونفسه و هواه على العبد : ثلاثة مسلطون آمرون فيبعثون الجوارح في قضاء وطرهم و الجوارح آلة منقادة فلا يمكنها إلا الإنبعاث فهذا شأن هذه الثلاثة و شأن الجوارح فلا تزال الجوارح في طاعتهم كيف أمروا و أين يمموا .
هذا مقتضى حال العبد فاقتضت رحمة ربه العزيز الرحيم به أن أعانه بجند آخر و أمده بمدد آخر يقاوم به هذا الشيطان الذي يريد هلاكه فأرسل إليه رسوله و أنزل عليه كتابه و أيده بملك كريم يقابل عدوه الشيطان فإذا أمره الشيطان بأمر أمره الملك بأمر ربه و بين له ما في طاعة العدو من هلاك فهذا يلم به مرة و هذا مرة و المنصور من نصره الله عز وجل و المحفوظ من حفظه الله تعالى وعلى الإنسان ان يكون مع الملك على الشيطان لا مع الشيطان على الملك.
و جعل الله له مقابل نفسه الأمارة نفسا مطمئنة إذ أمرته النفس الأمارة بالسوء نهته عنه النفس المطمئنة و إذا نهته الأمارة عن الخير أمرته النفس المطمئنة. فهو يطيع مايشاء و الغالب عليه منهن .
فإذا ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت و سرعة انقضائه، فليتدبر قوله عز وجل :( كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار ) الأحقاف 35. و قوله عز و جل :( كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها ) النازعات 46. و قوله عز وجل : ( قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوم أو بعض يوم فسئل العادين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ) المؤمنون 112-114. و قوله تعالى :( يوم ينفخ في الصور و نحشر المجرمين يومئذ زرقا * يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا * نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقه إن لبثتم إلا يوما ) طه 102-104.
و خطب النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه يوما، فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال، و ذلك عند الغروب قال :( إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى إلا كما بقى من يومكم هذا فيما مضى منه ) رواه أحمد في المسند و الترمذي في سننه، و قال الترمذي حديث حسن صحيح.
فليتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث، و ليعلم أي شيء حصل له من هذا الوقت الذي بقي في الدنيا بأسرها ليعلم أنه في غرور و أضغاث أحلام.
و أنه قد باع سعادة الأبد و النعيم المقيم بحظ خسيس لا يساوي شيئا و لو طلب الله تعالى و الدار الآخرة لأعطاه ذلك الحظ هنيئا موفورا و أكمل منه.
و كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول في خطبته: أيها الناس، إنكم لم تخلقوا عبثا، و لم تتركوا سدى. و إن لكم معادا يجمعكم الله- عز وجل- فيه للحكم فيكم، و الفصل بينكم، فخاب وشقي عبدا أخرجه الله- عز و جل – من رحمته التي وسعت كل شيء، و جنته التي عرضها السموات و الأرض.
و إنما يكون الأمان غدا لمن خاف الله تعالى و اتقى، وباع قليلا بكثير، و فانيا بباقٍ، و شقاوة بسعادة، ألا ترون أنكم في أصلاب الهالكين ألا ترون أنكم في كل يوم تشيعون غاديا رائحا إلى الله قد قضى نحبه، و انقطع أمله، فتضعونه في بطن صدع من الأرض غير موسد و لا ممهد، قد خلع الأسباب، و فارق الأحباب، و واجه الحساب.
و العبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في أعظم مقام، و أقربه و أغيظه للشيطان، و أشد عليه، فهو يحرص و يجتهد كل الاجتهاد أن يقيمه فيه، بل لا يزال به يعده و يمنيه و ينسيه، و يجلب عليه بخيله و رجله حتى يهون عليه شأن الصلاة، فيتهاون بها فيتركها.
فإن عجز عن ذلك منه، و عصاه العبد، و قام في ذلك المقام أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه و بين نفسه، و يحول بينه و بين قلبه، فيذكره في الصلاة ما لم يكن يذكر قبل دخوله فيها، حتى ربما كان قد نسي الشيء و الحاجة، و أيس منها، فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها، و يأخذه عن الله عز و جل، فيقوم فيها بلا قلب، فلا ينال من إقبال الله تعالى و كرامته و قربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل بقلبه في صلاته فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه و ذنوبه و أثقاله لم تخف عنه بالصلاة فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها و أكمل خشوعها و وقف بين يدي الله تعالى بقلبه و قالبه.
فهذا إذا انصرف منها وجد خفة من نفسه و أحس بأثقال قد وضعت عنه فوجد نشاطا و راحة و روحا حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها لأنها قرة عينيه و نعيم روحه و جنة قلبه و مستراحه في الدنيا فلا يزال كأنه في سجن و ضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها فالمحبون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا كما قال إمامهم و قدوتهم و نبيهم:
( يا بلال أرحنا بالصلاة ). و لم يقل أرحنا منها و قال صلى الله عليه و سلم ( جعلت قرة عيني في الصلاة ).
و قد روى أن العبد إذا قام يصلي فأنه يقبل بقلبه على الله عز وجل فيرفع الحجاب فإذا التفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه و بين العبد فدخل الشيطان و عرض عليه أمور الدنيا و أراه إياها في صورة المرآة و إذا أقبل بقلبه على الله و لم يلتفت لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله تعالى و بين ذلك القلب و إنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب فإن فر إلى الله تعالى و أحضر قلبه فر الشيطان فإن التفت حضر الشيطان فهو هكذا شأنه و شأن عدوه في الصلاة .
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد
والحمدلله رب العالمين