| |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. |
| |
|
المواضيع الأخيرة | |
| | بداية المريد ونهاية السعيد | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
خديم الغرباء ...
رقم العضوية : 3
عدد المساهمات : 151 نقاط : 206
احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: بداية المريد ونهاية السعيد الخميس 16 سبتمبر 2010, 11:32 am |
| بسم الله الرحمن الرحيم ومنه التوفيق والعون, الحمد لله المحتجب بالكمال عن إدراك ذوي النقصان, المرتفع بالمهابة والجلال عن القرب بالمكان والزمان, يأخذ بيد الصغير فيرفعه على الكبير, ويرغم أنف الجليل فيجذبه الحقير, تذللت الكائنات لجبروت سلطانه, ورضيت الموجودات طوعًا أو كرهًا بحكم انتقام وإحسان, والصلاة والسلام على الحج وسيلة من أشرف قبيلة, نتيجة هذه المظاهر, وطرب نغمات هاتيك الأوتار والمزاهر, مَنْ هو إنسان السر الأقدس, وقلب جثمان العالم الأنفس, وعلى الأطهار ذوي المهابة والافتخار؛ ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ , وعلى سائر الأصحاب والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, إما بعد.. هذه رسالة لشيخ وقته العارف بالله الشيخ عبدالغني النابلسي عليه رحمة الله وقد اسماها (بداية المريد ونهاية السعيد ) يقول خادم العبادة, والواقف على عتبة باب الرشاد عبد الغني بن إسماعيل النابلسي, ختم الله تعالى له بالحسنى, وأمده بالمد والأسنى: لكل باب داره, ولكل باب طريق ودليل, ودار الحضرة أنت بابها, وطريقها الذوق, والعقل هو الدليل - وحسبنا الله ونعم الوكيل - هذه بداية المريد ونهاية السعيد, يا حائر هذا الطريق المستقيم, يا من هو شيء. بسم الله الرحمن الرحيم عيون العلا نحو السعيد نواظر لأن له ثوبًا من العز فاخر
وللكون معنى دق عن فهم عارفيه نشير إليه الباطنات الظواهر
ومعنى لمعنى ليس معنى وما له سوى الكون معنى وهو للعقل باهر
يناديك يا مدهوش لو كنت سامعاً فتلقيك عن طيب النداء الخواطر
وكنت بعيداً ثم جئت فلم تكن لأنك عن معنى القصور لقاصر
ومن تحت تحت التحت عندي إشارة إلى فوق فوق الفوق والغير حائر
إذا قلت حرفاً جاء معنى لها وإن سكنت بموج البحر تبدو الجواهر ما أغفل الإنسان ما أظهر الرحمن! حجابك أنت, وأنت لا أنت, فعدمك هو الحجاب؛ فكيف المعدوم يرى الموجود؟ ما فائدة الشطح من قبيل لمسك الإناء فهو آية الكمال, قديمًا كان من قبيل غضب الظروف, فهو نقصان وأي نقصان! تنبيه: سقط القلم من يد الكاتب ولكن كل يوم هو في شأن, أتظن أن حركاتك منك وسكناتك لك أنيسة رمية من غير رامٍ, ومن لم يوجد نفسه الوارد إليها فكيف يوجد فعله الصادر عنه, لا يخرج من العدم غير رب العدم, ولا يظهر للوجود غير رب الوجود, وهذه إشارات واللبيب يفهم, والكون ثلاثة أحرف وما أوسعه, قد تشير النملة الصغيرة إلى الجبل الكبير, حكمة حجابك إما ليبعده عنك أو لخوفه عليك, والميزان إقامته لك في القانون. يا مدهوش, كل شيء طريق وكل موجود يرشده, عجبت لمن لم يشهد كيف يطمئن في الدنيا, نصحته الوسائل شتى وألطفها المحبة؛ فأن كما تدين تدان, أو أشهدته بالجمال يشهدك به, والتجليات أنواع, وقع التجاذب بين القريب والبعيد فاستحالت الأعيان الخبيثة, وما أوجدك إلا لمزيج عليه لا ليربح عليك الكون ناطق, ولكن أنت الأصم فاستخبره تسمع الأخبار العجيبة, صاحب المتاع يتصرف في متاعه طوعًا أو كرهًا, وهل تحصل إلا على مشقة الاعتراض, نعم للعادة أحكام, ولكن هل هي صادرة عن غيره؟ الشريعة والحقيقة شيء واحد ولكن يحتاج التوفيق, الشريعة باب والباب من الدار, وهل الحقيقة غير امتثال الأوامر. تنبيه: يا ابن آدم, حسبك من الإكرام من خلقك للبقاء فلا يضرك هذا الانتقال, والذهب يمتحن بالسبك والجواهر بالحك. يا ابن ادم, إذا أعرضت عن غدوك أقبلنا عليك, والضدان لا يجتمعان. يا ابن ادم, أما يكفيك من الكرامة نسبة أفعالنا إليك, وإذا صنعت مهما صنعت وأشرت إلينا وجدتنا من أرأف المحتفظين عليك. نصيحة: ما بين جنبيك والملازم تجد أفعالك موافقة لما طلب منك, والناحي يعرض الخبيث عليك؛ فأن قبلته نسب إليك, والأول لا يوافقك إلا على الخبيث, وربما انقلبت الأعيان وظهر الدنان؛ فصادقك عدوك وأعانك على مصالحك, إذا صحبتنا صحبتك الكائنات وإذا عرضت عنا فحسبك الخوف من كل ذليل. تنبيه: إذا طردناك أين يكون ذهابك؟! فهذه الغفلة إما للتيقظ أو للموت, ولابد لكل سكران أن يصحو, ولكن إما في حضرة السلطان أو قبل وصوله إليه, عجبت منك تزعم الفطنة وأنت أعقل من كل شيء, ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء:44]. فائدة: لا تظن قربه منك موقوف على كثرة أعمالك, أما علمت استحالة الخبائث؟ ولكن إذا علم صلاحك له أخرجك في الحال من حال إلى حال, ما لم يرد مورد الشريعة عميت عليه الموارد, كيف يحبنا من عصانا؟ ومن إلى من غير الباب؛ ﴿وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾ [البقرة:189]. الشريعة هي المرشد الكامل لكل مريد, الشريعة لها ظاهر وباطن. من أخذ الظاهر لا وقف دون الحجاب, ومن حصل على الباطن لم يفته بالظاهر وكان من جملة الأحباب. فرع: المنقطع والواصل سواء في صدور المناهي, ولكن ﴿لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ﴾ [النور:61], المعصية إما قديمًا وقد انقطعت فظاهرها, وإما حداثة وهي كثيرة الأفراد, وربما خالف المطيع فما لحقه العذاب حتى أدركه العفو, فجارته النجاة من أبواب المهالك. نصيحة: يا معتقد الشركة معه في صدور بعض الأفعال من غيره حسبك هذه المعصية؛ فلا تعترض على ما يحدث في الأكوان, أفعالنا باختيارنا, والجميع إيجاد من عدم, وهل يستطيع ذلك غير خالق العدم. لطيفة: الشريعة من الحقيقة, والحقيقة من الشريعة, ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الأنفال:17], أتنكر هذه الألفاظ العارفون؟ أم تجهل هذه المعاني العلماء والراسخون في الشريعة؟ أنت المريد ونحن المراد, وفي الحقيقة: أنت المراد ونحن المريد. دقيقة: يا ابن آدم, حسبك من الكرامة إنا نضمنك بلإتلاف, وأنت ملكنا كأنا أثبتنا لك وجودًا, تخاطبنا ونخاطبك. يا ابن آدم, نقلناك من ضيق الأحشاء فرأيت السعة, وإذا نقلناك من إهانة الدنيا فكيف لا تتحقق بالعزِّ الدائم, والعادة تنبت ممرة, وعنوان الكريم قاصر, وإنموذج الصادق حقير. فائدة: على قدر المعصية يكون الحجاب, وعلى حسب الطاعة يكون الصمود, أصلح الباطن ينصلح منك الظاهر, ﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء:88-89], الخطاب للسلطان وتتبعه الرعية, القلب بيت الخير والشر والنفع والضر, القلب يدرك اللذائذ والآلام, وأنت الساعي في المقاصد وإن كنت العاقل قبل أن يفسدك, وآخر قبل أن يميتك. لطيفة: إذا ذقت حلاوة العسل نسيت الألم من لسع النحل, والجنة حفت بالمكاره. يا مدهوش من عرفنا صعبت معرفته على الكائنات, والعبد ينسب لمولاه, طريقتنا مظاهر مختلفة وأحواله غير مؤتلفة, طريقتنا اتباع الأقران ظاهرًا والمقرن باطنًا, فأنت نائم الشهوات توقظه الحسرات, ومن عمي منا اليوم فكيف يبصرنا غدًا, «يحشر المرء على ما مات عليه»( ), اتبعنا واصنع ما شئت فأنت المطاع, الكل لك وأنت لي؛ فإن لم ترضَ بي لم يرضَ بك شيء. لطيفة: عجبت لسكران المحبة كيف لا يعربد على هذه الأكوان! عجبت للمشاهد كيف يضبط نفسه من السرور! الشطح طريقتنا, ولكن ربما كان في عالم الباطن. نصيحة: إياك ممن أفشى السر فإنه شيطان, إن لم تكن مثلي ولو من وجه لم تعبأ لي, يا معترض تأهل إنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور, لا يغرك الحمل على القال, يظنون بالله ظن السوء وهل ذنب المطرود غير الاعتراض, إن لم تحبنا لا تبغضنا وإن لم تعلمنا لا تجهلنا, الأمر بالمعروف فرض ولكن بعد معرفة المعصية, لا تلام على السكوت مقدار ما تلام على الكلام. دقيقة: يا ابن آدم أنت بيدنا نقلبك كيف شئنا, لا نحن بيدك تقلبنا كيف شئت؛ فلا تعجب من شيء كان كيف كان, ولا تقل لشيء لم يكن: كيف لم يكن؟ يا ابن آدم إن اعتقدت الحكمة في أفعالنا فلا تعترض علينا, وإن نسبتنا إلى الجهل بما تعلم فأخبرنا عمن أوجدك, وأنا وصفه. يا ابن آدم, إذا سألتنا شيئًا ولم نعطك, فأين صفة الكرم؟! وإذا التجأت إلينا ولم نحمك, فأين صفة العزة؟! وإذا خالفت أمرنا ولم نعاقبك, فأين صفة الجبروت؟! يا سائلاً خذ مطلوبك في الوقت الذي أرتأه, يا ملتجئ لو أخلصت الالتجاء حميناك, يا مخالف أنت في مشيئتنا وخلف الوعد من الكرم. تنبيه: ارضَ بمقامك الذي أنت فيه طوعًا تكن محبتنا, وإلا رضيت بنكرها وكنت عدونا تمم عقلك وتدبيرك يغرك, ولكن من يقلبه ويصرفه في أمورك, حسبت السكين إنها قاطعة فتقطعت في رقبة الذبيح, وظنت النار إنها محرقة فتأدبت من دخول الخليل, يا غافل هذه تنبيهات, ويا مدهوش الخطاب معك لا مع الجمادات. فائدة: أرح نفسك إذا أردناك أردناك, وإذا طردناك طردناك. تنبيه: للبديات نهايات, وفي الصباح يمدح القوم السري. تنبيه: يا ابن آدم حسبك من الإكرام سجود أفضل المخلوقات لك, وعذاب من لم يسجد لك بالخزي الأبدي, يا ابن آدم أنت من أعز خلقي إن أطعتني ومن أذل خلقي إذا عصيتني. فائدة: لا تظن أن هناك غير فاعل أو فعال, رفعت هذا ووضعت هذا, ووجدت هذا وأعدمت هذا؛ فطورًا إيمانًا فيك بي وطورًا كفرًَا منك لي, مَنْ يسألني وأنا خالق السؤال, ومَنْ يعترض عليَّ ومني الاعتراض, إن شئت خلقت فيك بعضًا لي حتى أطردك به, وإن أردت أوجدت فيك محبة أثيبك عليها إن سلمت لأمري, فأنا الذي خلقت لك التسليم فانظر كيف أثيبك عليه, وإن تعرضت لحكمي فأنا الذي قدرت لك هذا التعرض, فاستعذ بي مني. لطيفة: يا مدهوش إذا أحببناك من يطق بغضك, وإن بغضناك من يطق محبتك. حبسوا طير الهوى في قفصٍ فعليه ضاق هذا القفصُ
منعوه الزاد والماء وقد علِموا كيف اعترته الغصصُ
ليت شعري ذاك يرضون به إنهم قالوا عليه احترصوا
يا ابن أمي إن تكن منكَرةً حالتي فهي لعمري فرص
كلما قد قلت تمت قصص ظهرت لي في هواهم قصص
قل لهم يا سعد ما بي رمق يا ظباءً للأسود اقتنصوا
هل له الحصة من لطفكم عوضه لهواكم حصص
يا بياض الدمع من فرقتكم من ترى يبريك أنت البرص
هذه الحالة ترضون بها أنا راضٍ وهي عندي رخص فرع: الأسود لا يصيرون كلابًا بالعوارض البشرية, فاخلع هذا الثوب نلبسك ثوب المهابة والوقار, حتى يخافك كل أحد, وقولنا لك: اخلع هذا الثوب من جملة العوارض, ومن يمتنع من مقتضاه, والرافع هو الواضع, وربما أسفر الليل عن ضوء الصباح, ونادى مؤذن القبول: حي على الفلاح, والله الموفق وهو الجواد ومنه الهداية والرشاد.وقع الفراغ من تحرير هذه الرسالة وقت الضحوة الكبرى من نهار السبت الخامس من صفر الخير لسنة ست وسبعين ومائتين وألف, وكان ذلك في الطائف المأنوس, حماها الله تعالى من مصائب الدهر والبؤس. تم بحمد الله وفضله ولاتنسونا من صالح دعائكم اخوكم خديم الغرباء جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير |
|
|