الوسائل المعينة على القيام لصلاة الفجر



الوسيلة الأولى : الإخلاص



وهو أهم الوسائل المساعدة على الاستيقاظ لصلاة الفجر وبدونه لن يواظب أحد على هذه الصلاة الهامة ، والإخلاص لله عز وجل يكون بحرصك الشديد على أن ترضي الله عز وجل، وأن تكون مستعداً للتضحية بأي شيء في سبيل ذلك .



ومثالا لذلك : المسلم الذي اضطرته ظروف عمله أن يستيقظ في الصباح الباكر قرب ميعاد صلاة الفجر ، أو طالب مسلم يذاكر في أيام امتحاناته فلا ينام إلا قرب ميعاد صلاة الفجر فيجد كل منهما نفسه مستيقظاً وقت صلاة الفجر فينزل للصلاة فإذا تغير ميعاد عمل الأول فأصبح متأخراً مثلا ، أو إذا انقطعت المذاكرة للثاني بانتهاء الامتحانات انقطع كلاهما عن صلاة الفجر، فأين الإخلاص؟!




الوسيلة الثانية : العزيمة



من أراد بصدق أن يستيقظ للفجر فلن يحول دونه أي حائل مهما كان .



فلو شعر المسلم فعلاً بقيمة صلاة الفجر في جماعة المسجد فسوف يرتب كل حياته ليقوم لصلاة الفجر ، انظر ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى عن المنافقين :

( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة، ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين ) سورة التوبة /46 .



فلو كانوا حقاً وصدقاً يريدون الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم للجهاد لأعدوا له العدة المناسبة التي تمكنهم فعلاً من الخروج وكذلك الذي “يريد” أن يصلي الفجر فإنه إن لم يعد له العدة فليس من الصدق أن يقول أنا أريد ولكني لا أوفق .



ولكي ترفع عزيمتك فلا تقارن نفسك بالقاعدين عن الصلاة ، إنما قارن نفسك بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.



قارن نفسك بأنس بن مالك رضي الله عنه الذي كان يبكي لضياع صلاة فجر واحدة.




الوسيلة الثالثة : احذر الذنوب



صلاة الفجر هدية من الله عز وجل لا تعطى إلا للطائعين التائبين.



أما القلب الذي أشرب حب المعاصي فكيف يستيقظ لصلاة الفجر ؟!



القلب الذي غطته الذنوب كيف يتأثر بحديث يتكلم عن فضل صلاة الفجر أو كيف يسمع لنداء : حي على الصلاة، حي على الفلاح ، الصلاة خير من النوم؟!



كيف لهذا القلب أن يخشع لذكر الله وما نزل من الحق ؟ كيف ؟!



أخي الحبيب ابحث بدقة في حياتك على ذنوبك ولو كانت صغيرة وبادر بالتوبة منها سريعا ، ولا تستصغرن ذنباً من الذنوب ، فقد يكون هذا الذنب هو السبب في ضياع صلاة الفجر .



قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه “ إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه".



الوسيلة الرابعة : الدعاء



وهذه وسيلة في غاية الأهمية ، واحذر أن تستهين بها .



فقم بعمل ورد يومي من الدعاء الذي تدعو فيه أن يمن الله عليك بصلاة الفجر في جماعة ، وأكثر من الدعاء وألح على الله فيه ، وتذكر أن الله سبحانه هو الذي يبعثك من نومك في صلاة الفجر؟! قال الله تعالى:



( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) سورة الزمر/42 .




الوسيلة الخامسة : الصحبة الصالحة



وهذه الوسيلة في غاية الأهمية فالطاعة على الإنسان الوحيد صعبة ، والشيطان على من سار بمفرده أقدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعليكم بالجماعة ، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة



انظر إلى أصحابك هل رأيتهم ذكروك بصلاة الفجر وبقراءة القرآن وبغض البصر عن المحرمات وببر الوالدين ؟

هل يذكروك بالله عز وجل وبطاعته ؟

أم أنهم غيرذلك ؟

إن لم يكن لأصحابك من همًّ غير اللهو واللعب وتضييع الأوقات والأعمار ، والحياة التافهة الرخيصة والذنوب والمعاصي فأدرك نفسك وأدركهم .



ادعهم إلى الخير وإلى الطاعة فإن أبوا عليك فانج بنفسك وابحث عن غيرهم ، عليك بالصحبة الصالحة فدينك هو دين أصحابك ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم االمرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل ...

بارك الله بكمـ ... وأسكنكم الفردوس الأعلى

دمتم بود

جزاكم الله كل خير

أسعدني تواجدكم