قصيدة نهزنا إلى الصدرين / للسيد الرواس

هذه القصيدة لسيدي محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الرفاعي الحسيني الشهير ( بالرواس ) رضي الله عنه وأرضاه

نهزنا إلى الصدرين بيض النجائب فشمنا بأرض الحي كل العجائبِ
ونلنا فيوض الغيب من قلب أحمدٍ أبي العلمين الغوث بحر المواهبِ
سليل الرسول الطُّهر من آل هاشم رفيع المباني من لؤي بن غالبِ
بدت خارقات القدس من كل وجهة ولاحت لنا الأنوارُ من كل جانبِ
قرأنا سطوراً من رموزٍ خفيةٍ تُصان بجفر السابقين الأطايبِ
أُميط حجاب الطمس عنها فأشرقت لنا بنظام حاضرٍ ضمن غائبِ
فهمنا من الطي الخفي ظهورنا بهذا الطريق الحق بين العصائبِ
ستبدوا لنا الأسرار زُهراً وتنجلي طريقتنا في شرقنا والمغاربِ
ويقدحُ مسمومُ الزناد بحاسدٍ وتلهب نيران العناد بكاذبِ
يلوح لنا في أوسط الناس كوكب له الرتبة القعساء فوق الكواكبِ
فيجلو بمتكين المعاني جليَّة وَيُبْرز في الشهباء شهب المناقبِ
ويُطلع في عليا فروق من العلى نجوماً بها رجم الجحود المواربِ
ويملاء أرض الشام من نشر ذكرنا وَيُدْلي إلى أرض العراق بساكبِ
تسح أياديه وآثار بِرِّه إلى أرضها الفيحاء سح السحائبِ
ويروي لنا الراويُّ من نص علمنا ببغداد منظوم النجوم الثواقبِ
وفي البصرة الغراء تلمع شمسُه محكَّمة الإشراق في آل طالبِ
وإنَّ أُناساً في الشآم وغيرها رأوا نورنا لكن كلمحة عاتبِ
ولو بلغوا بالفهم أسرار حالنا لساروا إلينا لا بحمر الجنائبِ
يعم دمشقاً نورنا بعد عتمة ويشرق في أرجاء تلك الجوانبِ
ويلوي إلى أرض الحجاز فينطوي بنشر ضياء الطهر من غير حاجبِ
ويعلو إلى قفر المغارب مُطْلِعاً عجائب سر لا بثورة نادبِ
بلطفٍ إلهيٍّ وعلمٍ مؤيدٍ وحكم به التصريفُ ضربة لازبِ
وفي اليمن الأقصى إلى أرض يَفْرُس وللهند من أطراف تلك السباسبِ
وفي كل حيٍّ شاسع ينجلي لنا صباحٌ على أفلاك زهر المراتبِ
وفي سائر الأعجام يُعرف شأنُنا وتبدو معانينا بكل الأعاربِ
ويجهلنا قوم ونحن عتادُهم وينظرنا قوم بعين مراقبِ
جلائل أحوال يُمد شراعُها بنار التجلي لا بنار الحباحبِ
يد كتبت ما أحكم الله في العما وذلك سر لا يذاع لكاتبِ
ومعنى قديم في الحوادث قد بدا فلاح لداني قومنا والمجانبِ
ألا يارسول الغيب حقق نظام ما سبرتَ وبوِّبه بأسنى المطالبِ
ودعه كتاباً في فصولٍ رقيقةٍ إلى الأقرباء الزُّهرْ بل للأجانبِ
وأوضح لهم حِكم الغيوب مُنمقاً لأفهامهم آيات تلك الرغائبِ
مطاف قلوب في رفارف كعبةٍ سماويةٍ منها بلوغ المآربِ
يبيح علوماً من أفادته سرَّها سما بيد المولى لأعلى المناصبِ
لها مددٌ من حضرة الله واضحٌ وساحة قدسٍ رصعت بالغرائبِ
لقد أعرضت إلا عن الله لم تُمِحْ بهمتها طرفاً لصمِّ الكتائبِ
منزَّهة عن كل قصد سوى الهدى على إثر طه لُب روح الحبائبِ
تعالت عن الدنيا بزهدٍ ولم تمل إلى وهم مغلوب يضج وغالبِ
تقوم بذكرٍ واضحِ السر بيِّنٍ وحالٍ إلهيٍّ إلى الله جاذبِ
مُقرِّبةٌ من نهج كل مؤيَّدٍ مبعِّدةٌ عن عتب كل معاتبِ
ولم تنكشف أسرارها وكنوزُها بغوصة نقَّاد وفكرة حاسبِ
حباها رسول الله طه لآله ففاضت لهم بالمرسلات السواكبِ
طوى لهم الأسرار فيها فأصبحت بوُرَّاثهم مكنوزةً أو بنائبِ
وإني كما قد شاء ربي بصفهم أمينٌ على أحكام تلك المذاهبِ
من الخُلَّص الورَّاث نائب أُمة حِماهم لعمري ملجأ في النوائبِ
فلي موكب يسمو المواكب رونقاً ولي مشرب ما زال أهنى المشارب
رغبتُ عن الدنيا ورحت بهمةٍ إلهية تمحو قتام المتاعبِ
يخاطبني ربي بسر نبيِّه فأفعل ما يلقي إليَّ مخاطبي
وتشملني الألطاف في كل لحظة فتعلو بإتحاف الكريم مراتبي
لئن شاركتني في المناقب عُصبةٌ فما شاركتني باختصاص المواهبِ

جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير

تنبيه