بسم الله الرحمن الرحيم
سب الدهر
اعلم رحمك الله أن الدهر هو الوقت والزمن ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر ، وقال : ( إن الله هو الدهر) ، وفي حديث آخر : ( يقول الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم فيسب الدهر وأنا الدهر ، بيدي الأمر أُقلّب الليل والنهار )، وفي حديث آخر : ( لا يقولن أحدكم : يا خيبة الدهر ).
وفي سب الدهر ثلاث مفاسد عظيمة :
إحداها : أن من يسب الدهر فهو يسب من ليس بأهل لأن يُسب، فإن الدهر خَلْقٌ مسخر من خلق الله ، منقاد لأمره ، مذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .
الثانية : أن سب الدهر متضمن للشرك ، فإنه إنما سبه لظنه أنه يضر وينفع من دون الله، وأنه مع ذلك ظالم قد ضر من لا يستحق الضرر ، وأعطى من لا يستحق العطاء ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من لا يستحق الحرمان ، وهو عند شاتميه من أظلم الظلمة.
الثالثة : أن السب منهم إنما يقع على من فعل هذه الأفعال ، ولو تأمل في حقيقة الأمر لوجد أن الدهر ليس له من الأمر شيء ، إنما الأمر لرب الدهر سبحانه وتعالى فهو المعطي المانع، الخافض الرافع ، المعز المذل ، والدهر ليس له من الأمر شيء، فمسبتهم للدهر مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب تعالى ، كما في الحديث القدسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر)، فسابُّ الدهر دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما سبه لله ، أو الشرك به ، فإنه إذا اعتقد أن الدهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك وهو يسب من فعله ، فقد سب الله .
جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير