| |
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتديات يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ، أما إذا كنت أحد أعضاءنا الكرام فتفضل بتسجيل الدخول بالضغط هنا . لو رغبت بقراءة المواضيع و لإطلاع فقط فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه. |
| |
|
المواضيع الأخيرة | |
| | ولد من أبوين غير مسلمين.. فصار إمام المتصوفين..(( الشيخ معروف الكرخي )) | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
كاشف الخبايا
رقم العضوية : 158
عدد المساهمات : 59 نقاط : 83
احترام قوانين المنتدى :
| موضوع: ولد من أبوين غير مسلمين.. فصار إمام المتصوفين..(( الشيخ معروف الكرخي )) الأحد 10 أكتوبر 2010, 7:53 pm |
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه أجمعين. ما أعظم حظ الإنسان وما أسعده أن يولد من أبوين غير مسلمين, فيشرح الله صدره للإسلام, ويريد به خيرا فيفقهه في الدين, ان أمثال هؤلاء الرجال هم ألصفوه التي اختارها الله عز وجل لقيادة الأمة, وانتشالها من هوة الظلال, وتقويم انحرافاتها, وبعث روح الأمل في نفوس أبنائها, لتعود الأمة إلى الله وتتمسك بحبله المتين, فتظفر بالفوز والنجاة في الدارين, وما سيدي معروف الكرخي إلا واحد من هؤلاء الرجال, فقد ولد من أبوين فارسيين نصرانيين, فلما شب أرسلاه إلى راهب المدينة ليعلمه أمر دينهما, يقول شقيقه عيسى ( كنت وإنا أخي معروف في الكتاب- المؤدب- وكنا نصارى, وكان المعلم يعلم الصبيان فيقول: الأب والابن وروح القدس فيصيح أخي معروف احد.. احد , فضربه المعلم على ذلك ضربا مبرحا, حتى ضربه ذات يوم ضربا عظيما فهرب, وهام على وجهه ولم يعد, فكانت أمي تبكي وتقول: لئن رد الله علي ابني معروفا لأتبعنه على إي دين كان, فقدم إليها معروف بعد سنيين كثيرة, فقالت له: يا بني على إي دين أنت؟ فقال انا على دين الإسلام, فقالت اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله, فأسلمت امي وأسلمنا كلنا).
يقول سيدي معروف الكرخي (رضي الله عنه): مررت بالكوفة وقد ورمت قدماي, وتمزق ثوبي, وكان من عادتي أن ألوذ بالمساجد, فدخلت مسجدها, فوجدت حلقة من الناس تلتف حول رجل أشهب, في وجهه إشراق يشوبه حزن, وهو يتكلم والناس حوله كأنما على رؤوسهم الطير, فألقيت إليه بسمعي, فسمعته يقول من اعرض عن الله بكليته اعرض الله عنه جملة, ومن اقبل على الله بقلبه اقبل الله برحمته عليه, واقبل بجميع وجوه الخلق إليه). فوقع كلامه في قلبي.فاتجهت الى خالقي, وهو يعلم سري وعلانيتي, واستجاب الله تعالى لي, فإذا بالشيخ يقطع كلامه, ويصمت لحظة, ثم يهتف بصوت فيه رعده, أين الفتى البغدادي؟؟ ورأيت أعين الناس تكتسح الحلقة وتتصفح الوجوه, ثم امتدت الأيدي إلي وحملتني إلى الشيخ, فمسح على رأسي وقال: اهلا بالهارب إلى مولاه, أهلا بمن تحبه عناية الله, فتذكرت الراهب الذي قال لابي في يوما ما: كأن معروف من تلاميذ الملائكة. فبكيت, فقال الشيخ أتبكي وأنت أنت.. فقلت يا سيدي لقد تذكرت كلمة سابقة فقال الشيخ أهي كلمة الراهب؟؟ وقد أخذني العجب وما يدريه, فقلت نعم, قال: ادع الله فأنك مجاب الدعوة, فدعوت الله, وقد علمت بعد حين ان الراهب قد هداه الله, فأسلم وحسن إسلامه.
يقول سيدي معروف الكرخي (قدس الله سره الشريف): ثم أخذني بعد ذلك ابن السماك الواعظ إلى علي بن موسى الرضا (رضي الله عنهم), فحدثته بأمري فقال: أن اتعظت يكفيك بهذا موعظة. لزم معروف عليا الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق (عليهم السلام) وكان من مواليه, واسلم على يديه, وعاش مع أبنائه, وتلقى علم أهل البيت, فنال من ذلك علما وافرا حتى عرف بعدها بلسان أهل البيت المبين, ثم لقب بأمام بغداد وزاهدها, واليه انتهت الزعامة العلمية في عصره, فهو إمام يستفتى في الفقه والحديث والتفسير وعلوم الكلام, وهو الحجة في كل ذلك, بل ولقد وصل إلى مرتبة الاجتهاد, وأعترف له بأنه مجدد الثاني للهجرة.
يقول تاج الدين السبكي في طبقاته: ان الإمام احمد بن حنبل (رضي الله عنه) سأله ذات يوم ما علامة رضاء الله سبحانه وتعالى؟ فقال معروف: ( اذا أراد الله بعبدا خيرا فتح له باب العمل, وأغلق عنه باب الجدل, واذا اراد الله بعبدا شرا, أغلق عنه باب العمل, وفتح عليه باب الجدل), فقال الامام احمد: حسبي وحسبك اليوم هذه الكلمات, فهي جماع الهدى.
قال الإمام علي بن الامام موسى الرضا (عليهم السلام) بحق الشيخ معروف الكرخي: انه منا ال البيت. حبا وخلقا, لاعرقا ونسبا, ولقد ألحقناه بنا إعزازا وتكريما, كما الحق جدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) سلمان الفارسي بنا, يوم ان خرج مهاجرا لله ينشد الحق, ويبغي الهدى مضحيا بكل شيء في سبيل عقيدته وإيمانه. نال سيدي معروف من العلوم الربانية ماشهد بذلك عليه أكابر علماء الأمه, قال الإمام احمد بن حنبل في حقه: هل يراد من العلم الا ما وصل اليه معروف. عاصر هارون الرشيد, وصاحب داود بن نصير الطائي, وتتلمذ عليه السري السقطي فهو استاذه, وكان محدثا سمع الحديث من اعاظم شيوخ عصره, وأسند احاديث كثيرة عن بكر بن خنيس, والربيع بن صبيح وغيرهما, وروى عنه خلق كثير منهم: خلف بن هشام البزار, وزكريا بن يحيى المروزي, ويحيى بن ابي طالب, واخرون.
انشغل رضي الله عنه بأمر المسلمين يرشدهم وهم احب الناس اليه ليدلهم على ابواب رحمة الله, ويأخذ بأيديهم الى محاربيه, قال رجل ممن يحضرون مجلسه ويستمعون إليه: أوصني يا معروف, فقال رضي الله عنه: توكل على الله حتى يكون جليسك وانيسك, وموضع شكواك, واكثر من ذكر الموت حتى لا يكون لك جليس غيره, واعلم ان الناس لاينفعونك, ولا يضرونك, ولايعطونك, ولا يمنعونك.
يقول رحمه الله ان الولي لا يكون إلا إذا قام بواجبه حيال الامه الإسلامية, مصلحا لأمورها مفرجا لهمومها, راحما لإفرادها). ويقول : ( ليس بمسلم من اهتدى في نفسه وقنع بذلك ولم يجاهد لينقل هداه الى كل إنسان في الحياة). ومن هذه العقيدة انبثقت رسالته في الحياة, واستبان دوره الحاسم في تربية النفوس وتزكية الأرواح, فنقله من مراحل الوجد والشوق والحب إلى مرحلة المعرفة والحكمة, فيقول: ( التصوف هو الاخذ بالحقائق واليأس مما في ايدي الخلائق). ومن كلامه رضي الله عنه: ( طول الأمل يمنع خير العمل)..(احفظ لسانك من المدح كما تحفظه من الذم)..( قلوب الطاهرين تسرح بالتقوى وتزهر بالبر, وقلوب الفجار تظلم بالفجور وتعمى بسوء النيه)..( حقيقة الوفاء افاقه السر من رقدة الغفلات, وفراغ الهم من فضول الافات). وقال ايضا: ( اذا عمل العالم بعلمه استوت له قلوب المؤمنين, فلا يكرهه الا من بقلبه مرض).
كان رحمه الله مباركا في حياته, فقد سبقت له الحسنى, ومن اياته انه مجاب الدعوة كما بشره أبن السماك, فكان اهل بغداد يهرعون اليه عند الاحداث والملمات يسألونه الدعاء, وكان غالب دعائه لجميع المسلمين, يرجوا لهم الخير ويدعو لهم بالصلاح, فيقول : (ان من صالح الدعاء ان يدعو الانسان للأمه المحمدية مع كل ذكر وتسبيح). ومن اروع ماكان يدعو به من الدعاء: (( اللهم لاتجعلنا بثناء الناس مغرورين, ولا بالستر منك مفتونيين,اجعلنا ممن يؤمنون بلقائك, ويرضى بقضائك, ويقنع بعطائك, ويخشاك حق خشيتك, اللهم اوف ظنون المسلمين فينا, ووفقنا لوفاء ظنونهم, واجعلنا خيرا مما يظنون, ولا تؤاخذنا بما يقولون, أنت تعلم وهم لايعلمون)). كان رحمه الله كثيرا مايعاتب نفسه ويقول: ( يامسكين.. كم تبكي وتندب اخلص وتخلص). وعن عبدالله بن ميمون قال: كان معروف الكرخي يضرب نفسه, ويقول: ( يانفس.. كم تبكين.. اخلصي وتخلصي). وعن القاسم بن محمد البغدادي قال: كنت جار معروف الكرخي, وفي لية في السحر سمعته يبكي وينشد : اي شيء تريد مني الذنوب شغفت بي فليس عني تغيب مايضر الذنوب لو اعتقتني رحمة لي فقد علاني المشيب
قيل لسيدي معروف قبل مماته.. بماذا توصي؟؟ فقال: ( اذا مت فتصدقوا بقميصي هذا, فأني احب ان اخرج من الدنيا عريانا كما دخلت اليها عريانا).
مات معروف ببغداد سنة مائتين للهجرة 816 م ودفن في مقبرة باب الدير والتي تسمى اليوم بمقبرة الشيخ معروف الكرخي , وشيد فوق قبرة مقام كبير ثم مسجد. عن أبي القسم النصري قال: ( بلغني انه صلى على معروف ثلثمائة الف انسان, فأطلع عليهم راهب من الدير, فقال : لو ان احدكم فعل فعله لكان مثله). رأى احد المشايخ معروفا في المنام, فقال له ماصنع الله بك؟؟ فقال : موت التقي حياة لا نقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس احياء
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول من منتديات أبو خمرة الرفاعية القادرية لكاتبة الشيخ خادم مشيوح الناطور
جميع المواضيع و الردود تعبر عن الرأي الشخصي للعضو وادارة منتدى استراحة الغرباء لاتتحمل اية مسئولية اتجاه الغير |
|
|